هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل

 

 *¤®§(*§ عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤*

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
anasi
 
 
anasi


ذكر
عدد المساهمات : 472
الـبـلـد : *¤®§(*§  عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤* 3dflag21
احترام قوانين المنتدى : *¤®§(*§  عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤* 1211

*¤®§(*§  عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤* Empty
مُساهمةموضوع: *¤®§(*§ عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤*   *¤®§(*§  عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤* Icon_minitimeالخميس يناير 01, 2009 9:20 am


السلام عليكم ورحمه الله وباركاته
الحمد لله الذي فضل بعض خلقه على بعض، وفضل بين الأيام والشهور والساعات، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع سنته والتزم بهديه إلى يوم المعاد، وبعد
:

فسيستقبل المسلمون بعد أيام يوماً
من أحب الأيام إلى الله، صامته قريش في الجاهلية، ووجد اليهودَ يصومونه لما قدم المدينة احتفالاً بنجاة موسى عليه السلام، فأمر المسلمين بصيامه، ثم نسخه بصيام رمضان، وبقيت سنة صيامه قائمة، وثوابه دائم، فهم أحقُّ بالرسل من غيرهم؛ لأنَّهم يؤمنون بكل الرسل عليهم السلام، وغيرهم من الأمم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، لذلك حث أتباعه على صيامه، بل همَّ بصيام التاسع إضافة إلى العاشر ليخالف أهل الكتاب في صومهم، فقد كان يحب موافقة أهل الكتاب في أول أمره، ثم لما فتحت مكة ودخل الناس في دين الله أفواجا أحب مخالفتهم، إلا أنه صلى الله عليه وسلم لم يدرك صيام التاسع إذ توفاه الله قبل ذلك
.

وقد وردت أحاديث كثيرة في مشروعية
صيام يوم عاشوراء وبيان فضله، ذكرها أهل الحديث في كتبهم، منها ما اتفق عليها الشيخان، كحديث عروة عن عائشة رضي الله عنها أن قريشا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من شاء فليصمه، ومن شاء فليفطره » أخرجه البخاري ومسلم، ومنها أيضاً حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: « قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأىاليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيهبني إسرائيل من عدوِّهم، فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه
».

وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال : وسئل عن صوم
يوم عاشوراء فقال : «يكفر السنةالماضية» وفي رواية: «صيام يومعاشوراءأحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» رواه مسلم
.

وغيرها من الأحاديث الصحيحة
الدالة على فضل صومه.

وبالمقابل رويت أحاديث مكذوبة وضعها الوضاعون، ولم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل افتراها المفترون لأغراض شتى، حملهم على ذلك الغلو والجفاء في شاب من شباب الجنة، وهو الحسين بن علي رضي لله عنه وأرضاه
، ففي يوم عاشوراء من سنة 61 من الهجرة استشهد ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحدث الشيطان للطائفتين بدعتين: بدعة الحزن والنوح، وبدعة الفرح والسرور، ولتُنفَّق سوق البدعتين وضع الكذَّابون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث تؤيد المذهبين.

فمما وضع المغالين في الحزن يوم عاشوراء ما جاء في «نسخة رَتَن الهندي»، الذي يقول فيه الإمام الذهبي: «وما أدراك ما رَتَن! شيخٌ دجَّال بلا ريب، ظهر بعد الستمائة فادعى الصُّحبة، والصحابة لا يكذبون؛ وهذا جريء على الله ورسوله، وقد ألفت في أمره جزءا
.

وقد قيل: إنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة؛ ومع
كونه كذابا فقد كذبوا عليه جملة من أسمج الكذب والمحال»(1
).

وقد وقف ابن حجر
على الجزء الذي جمعه الذهبي في أمر رتن الهندي اسمه «كسر وثن رتن»، ذكره الحافظ في «لسان الميزان» فقال: «وقد وقفت على الجزء الذي جمعه الذهبي في أحواله بخطه، وأوله بعد البسملة: سبحانك هذا بهتان عظيم
... ».
إلى أن قال الذهبي: «وقفت على نسخة
يرويها عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السمرقندي، حدَّثني صفوة الأولياء جلال الدين موسى بن مجلى بن بُندار الدُّنيسري، أخبرنا رتن بن نصر بن كِربال الهندي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: ... ».
ثم ذكر أحاديث ومنها: «ما من عبد يبكي يوم
قُتل الحسين إلاَّ كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل»، وقال: «البكاء في يوم عاشوراء نورٌ تامٌّ يوم القيامة
».
قال الذهبي: «فأظن أنَّ هذه الخرافات
من وضع موسى هذا، إلى أن قال: وإسنادٌ فيه الكاشغري، والطيبي، وابن مجلى سلسلة الكذب، لا سلسلة الذهب، ولو نُسبت هذه الأخبار إلى بعض السلف لكان ينبغي أن يُنزَّه عنها، فضلاً عن سيد البشر ... »(2
).

فهذا من وضع المغالين لينفقوا سلعتهم
بالكذب على سيد البشر، وهو الذي يقول: «من كذب علي متعمِّدا فليتبوأ مقعده من النار
».

وأما الأحاديث الواردة في الفرح والسرور
والتوسعة على الأهل والعيال، فكانت من نصيب النواصب المُبغِضين للحسين بن علي رضي الله عنه، فركّبوا أحاديث فيها إظهار الفرح والسرور يوم عاشوراء؛ فرحاً بمقتله عليه رضوان الله، وهذه خيبة وجهل،
فمن ذلك الحديث المشهور على الألسنة: «من وسّع على عياله يوم عاشوراء وسَّع الله عليه سائر سنته»، وهذا الحديث مرويٌّ من طرق كثيرة، من حديث جابر وابن مسعود وأبي سعيد، وغيرهم، إلاَّ أنَّ أسانيده تدور على كذاب أو متروك أو مجهول، وقد بين عللها الأئمة مثل ابن الجوزي وغيره، وذكر الشيخ الألباني بعض طرق الحديث ثم قال: «وهكذا سائر الطرق مدارها على متروكين أو مجهولين، ومن الممكن أن يكونوا من أعداء الحسين رضي الله عنه الذين وضعوا الأحاديث في فضل الإطعام والاكتحال وغير ذلك يوم عاشوراء معارضة منهم للشيعة الذين جعلوا هذا اليوم يوم حزن على الحسين رضي الله عنه... »(3
).
ومنها أيضاً حديث الاكتحال، المروي من طريق جويبر، عن
الضحاك، عن ابن عباس مرفوعاً: «من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبداً» أخرجه البيهقي في شُعب الإيمان (3517) وابن الجوزي في الموضوعات (1143)، ونقل ابن الجوزي عن الحاكم أنَّه قال: «أنا أبرأ إلى الله من عُهدة جويبر؛ فإنَّ الاكتحال يوم عاشوراء لم يُرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أثر، وهو بدعة ابتدعها قَتَلةُ الحسين عليه السلام
».
والحديث أورده أيضاً الألباني في السلسلة
الضعيفة (624) وحكم عليه بالوضع
.
ومن الأحاديث الموضوعة أيضا ما أورده ابن
الجوزي في كتاب «الموضوعات»، فقال: «باب في ذكر عاشوراء، قد تمذهب قومٌ من الجُهَّال بمذهب أهل السنة، فقصدوا غيظَ الرافضه، فوضعوا أحاديث في فضائل عاشوراء، ونحن بُرآء من الفريقين، قد صح أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصوم عاشوراء؛ وقال: إنَّه كفارة سنة، فلم يَقنعُوا بذلك حتى أطالوا وأعرضوا وتنوَّقوا في الكذب؛ فمن الأحاديث التي وضعوا
:
... عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «إنَّ الله عز وجل افترض على بني إسرائيل صوم يوم في السنة يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرم، فصُوموه ووسِّعوا على أهاليكم فيه، فإنَّه مَن وسَّع على أهله من ماله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سَنته، فصوموه فإنَّه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذي رفع الله فيه إدريس مكانا عليًّا، وهو اليوم الذي نجَّى فيه إبراهيم من النار، وهو اليوم الذي أخرج فيه نوحاً من السفينة، وهو اليوم الذي أنزل الله فيه التوراة على موسى، وفيه فدى الله إسماعيل من الذبح، وهو اليوم الذي أخرج الله يوسف من السجن، وهو اليوم الذي رد الله على يعقوب بصره، وهو اليوم الذي كشف الله فيه عن أيوب البلاء، وهو اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت، وهو اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل، وهو اليوم الذي غفر الله لمحمد ذنبه ما تقدم وما تأخر، وفى هذا اليوم عبر موسى البحر، وفى هذا اليوم أنزل الله تعالى التوبة على قوم يونس، فمن صام هذا اليوم كانت له كفارة أربعين سنة، وأول يوم خلق الله من الدنيا يوم عاشوراء، وأول مطر نزل من السماء يوم عاشوراء، وأول رحمة نزلت يوم عاشوراء، فمَن صام يوم عاشوراء فكأنما صام الدهر كله، وهو صوم الأنبياء، ومَن أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عَبَدَ الله تعالى مثل عبادة أهل السموات السبع، ومَن صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وخمسين مرة قل هو الله أحد غفر الله خمسين عاماً ماض وخمسين عاما مستقبل، وبنى له في الملأ الأعلى ألف منبر من نور، ومَن سقى شربة من ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين، ومَن أشبع أهل بيت مساكين يوم عاشوراء، مرَّ على الصراط كالبرق الخاطف، ومَن تصدَّق بصدقة يوم عاشوراء فكأنما لم يرد سائلا قط، ومَن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض مرضاً إلاَّ مرض الموت، ومن اكتحل يوم عاشوراء لم ترمد عينه تلك السنة كلها، ومن أمَرَّ يده على رأس يتيم فكأنما برَّ يتامى ولد آدم كلهم، ومن صام يوم عاشوراء كتبت له عبادة سنة صيامها وقيامها، ومن صام يوم عاشوراء أعطي ثواب عشرة آلاف ملك، ومن صام يوم عاشوراء أعطي ثواب ألف حاج ومعتمر، ومن صام يوم عاشوراء أعطي ثواب ألف شهيد، ومن صام يوم عاشوراء كتب له أجر أهل سبع سموات، وفيه خلق الله السموات و الأرضين والجبال والبحار، وخلق العرش يوم عاشوراء، ورفع عيسى يوم عاشوراء، وخلق القلم يوم عاشوراء، وخلق اللوح يوم عاشوراء، وأعطى سليمان الملك يوم عاشوراء، ويوم القيامة يوم عاشوراء، ومَن عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم
».

قال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه، ولقد أبدع مَن
وضَعَه وكشف القناع ولم يستحي، وأتى فيه المستحيل وهو قوله: وأول يوم خلق الله يوم عاشوراء، وهذا تغفيل من واضعه؛ لأنَّه إنما يسمى عاشوراء إذا سبقه تسعة
.
وقال فيه: خلق السموات والأرض والجبال يوم عاشوراء
.

وفى
الحديث الصحيح: أن الله تعالى خلق التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد
.
وفيه
التحريف في مقادير الثواب الذي لا يليق بمحاسن الشريعة، وكيف يحسن أن يصوم الرجل يوما فيعطى ثواب من حج واعتمر وقُتل شهيدا، وهذا مخالف لأصول الشرع، ولو ناقشناه على شيء بعد شيء لطال، وما أظنه إلاَّ دُسَّ في أحاديث الثقات، وكان مع الذي رواه نوع تغفيل، ولا أحسب ذلك إلاَّ في المتأخرين ... ». انتهى ما أورده ابن الجوزي رحمه الله
.

فهذه بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة في تخصيص يوم عاشوراء
بأعمال وأفعال لم يرد بها الشرع، بل وضعها وضَّاعون لأغراض مذهبية، وقد أبقت أثرا سيئا في هذه الأمة، فترى الناس على ثلاثة أصناف
:

صنف يعتبرونه يوم حزن وتألم
ويفعلون ما نهوا عنه في الشرع من شق الجيوب ولطم الخدود بل يصل بهم الأمر لسب خيار هذه الأمة
.

وصنف جعلوه يوم فرح وسرور، فتنعموا فيه بالمآكل والمشارب، وخصوه
بمزيد من التزين والتوسيع على العيال بصنع ألذ المآكل
.

وهدى الله الصنف
الثالث لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بما حثهم عليه من صيامه
.

ورحم الله الإمام ابن القيم إذ يقول: «وأما أحاديث الاكتحال والادهان
والتطيب، فمِن وضع الكذابين، وقابلهم آخرون فاتخذوه يوم تألم وحزن، والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة، وأهل السنة يفعلون فيها ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم، ويجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع »(4).
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
anasi
 
 
anasi


ذكر
عدد المساهمات : 472
الـبـلـد : *¤®§(*§  عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤* 3dflag21
احترام قوانين المنتدى : *¤®§(*§  عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤* 1211

*¤®§(*§  عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *¤®§(*§ عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤*   *¤®§(*§  عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤* Icon_minitimeالخميس يناير 01, 2009 9:25 am

ولشيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمةالله عليه كلام متين في بيان هاتين البدعتين،
أورده ليقف القارئ على فوائد عزيزة قدلا يجدها عند غيره، قال رحمه الله: «وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنهيحدث للناس بدعتين بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء؛ من اللطم والصراخ والبكاء والعطشوإنشاد المراثي، وما يفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنتهم، وإدخال من لا ذنب له معذوي الذنوب، حتى يُسَبَّ السابقون الأولون، وتُقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب،وكان قصد مَن سنَّ ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة، فإنَّ هذا ليس واجبا ولامستحبًّا باتفاق المسلمين، بل إحداث الجزع والنِّياحة للمصائب القديمة مِن أعظم ماحرمه الله ورسوله، وكذلك بدعة السرور والفرح ... أحدث أولئك الحزن، وأحدث هؤلاءالسرور، ورووا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراءوسع الله عليه سائر سنته ...، ورووا أنه من اكتحل يوم عاشوراءلم يرمد ذلك العام، ومن اغتسل يومعاشوراءلم يمرض ذلك العام، فصار أقوام يستحبون يوم عاشوراءالاكتحالوالاغتسال والتوسعة على العيال وإحداث أطعمة غير معتادة، وهذه بدعة أصلها منالمتعصبين بالباطل على الحسين رضي الله عنه، وتلك بدعة أصلها من المتعصبين بالباطلله وكل بدعة ضلالة ولم يستحب أحد من أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم لا هذا ولا هذا،ولا في شيء من استحباب ذلك حجة شرعية؛ بل المستحب يوم عاشوراءالصيام عندجمهور العلماء، ويُستحب أن يُصام معه التاسع ...»(5
).

وقال أيضا: «وانقسم الناس بسبب هذا يوم عاشوراءالذي قتل فيهالحسين إلى قسمين؛
فالشيعة اتخذتهيوم مأتم وحزن يُفعل فيه من المنكرات ما لا يفعله إلاَّ من هو من أجهل الناسوأضلِّهم
،وقومٌ اتخذوهبمنزلة العيد؛ فصاروا يوسِّعون فيه النفقات والأطعمة واللباس، ورووا فيه أحاديثموضوعة،كقوله: «مَن وسَّع على أهله يوم عاشوراءوسع الله عليه سائرسَنتِه» وهذا الحديث كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، قال حرب الكرماني: سئل أحمدبن حنبل عن هذا الحديث فقال: لا أصل له، والمعروف عند أهل الحديث أنه يرويه سفيانبن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه أنه قال: بلغنا أنه من وسَّع علىأهله يوم عاشوراءوسَّع الله عليه سائر سنته، قال ابن عيينة: جرَّبناه منستين سنة فوجدناه صحيحاً
.

قلت: ومحمد بن المنتشر هذا من فضلاء الكوفيين، لكنلم يكن يذكر ممن سمعه ولا عمَّن بلغه، ولا ريب أن هذا أظهره بعض المتعصبين علىالحسين ليتخذ يوم قتله عيداً، فشاع هذا عند الجهال المنتسبين إلى السنة، حتى روي فيحديث أن يوم عاشوراءجرى كذا كذا، حتى جعلوا أكثر حوادث الأنبياء كانت يومعاشوراء، مثل مجيء قميص يوسف إلى يعقوب ورد بصره، وعافية أيوب، وفداء الذبيح وأمثالهذا، وهذا الحديث كذب موضوع وقد ذكره ابن الجوزي في «الموضوعات»، وإن كان قد رواههو في كتاب «النور في فضائل الأيام والشهور» وذكر عن ابن ناصر شيخه أنه قال: حديثصحيح وإسناده على شرط الصحيح، فالصواب ما ذكره في «الموضوعات» وهو آخر الأمرين منه،وابن ناصر راج عليه ظهور حال رجاله، وإلاَّ فالحديث مخالف للشرع والعقل، لم يروهأحد من أهل العلم المعروفين في شيء من الكتب، وإنما دُلِّس على بعض الشيوخالمتأخرين
....

والذي صحَّ في فضله هو صومه، وأنه يكفِّرسنة، وأنَّ الله نجَّى فيه موسى من الغرق، وقد بسطنا الكلام عليه في موضع آخر،وبيَّنا أنَّ كلَّ ما يُفعل فيه سوى الصوم بدعة مكروهة، لم يستحبها أحدٌ من الأئمةمثل الاكتحال والخضاب وطبخ الحبوب وأكل لحم الأضحية والتوسيع في النفقة وغير ذلك،وأصل هذا من ابتداع قتلة الحسين ونحوهم، وأقبح من ذلك وأعظم ما تفعله الرافضة مناتخاذه مأتما يُقرأ فيه المصرع، ويُنشد فيه قصائد النياحة، ويُعطِّشون فيه أنفسهم،ويَلطمون فيه الخدود، ويَشقُّون الجيوب، ويدعون فيه بدعوىالجاهلية
.

وقد ثبت في «الصحيح» عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّهقال: «ليس منَّا من ضَرَب الخدود وشَقَّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية»، وهذا معحدثان العهد بالمصيبة، فكيف إذا كانت بعد ستمائة ونحو سبعين سنة؟! وقد قُتل من هوأفضل من الحسين، ولم يجعل المسلمون ذلك اليوم مأتماً، وفي مسند أحمد عن فاطمة بنتالحسين ـ وكانت قد شهدت قتله ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من مسلميُصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت، فيُحدث لها استرجاعاً إلاَّ أعطاه الله منالأجر مثل أجره يوم أصيب بها»، فهذا يُبيِّن أنَّ السنة في المصيبة إذا ذكرت وإنتقادم عهدها أن يسترجع كما جاء بذلك الكتاب والسنة، قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِالصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِوَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْوَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾
.

وأقبحُ من ذلك نَتفُ النعجةتشبيها لها بعائشة، والطعن في الجبس الذي في جوفه سمن تشبيها له بعمر، وقول القائل: يا ثارات أبي لؤلؤة! إلى غير ذلك من منكرات الرافضة، فإنَّه يطولوصفها
.

والمقصود هنا أنَّ ما أحدثوه من البدع فهو منكر، وما أحدثه من يقابلبالبدعة البدعة وينسب إلى السنة هو أيضاً منكر مبتدع، والسنة ما سنَّه رسول اللهصلى الله عليه وسلم، وهي بريَّة مِن كلِّ بدعة، فما يُفعل يوم عاشوراءمناتخاذه عيدا بدعة أصلها من بدع النواصب، وما يفعل من اتخاذه مأتماً بدعة أشنع منها،وهي من البدع المعروفة في الروافض»(6
).

فحريٌّ بمن رام الخير اتباع سنة نبيهصلى الله عليه وسلم، ومعرفة أصول البدع، والحذر منها ومن التشبه بأهلها، نسأل اللهتعالى أن يرد المسلمين إلى السنة ردًّا جميلاً، ففيها الخير والكفاية، وآخر دعواناأن الحمد لله رب العالمين


منقــــــول

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
pepechat
مشرفة القسم الإسلامي
 مشرفة   القسم  الإسلامي
pepechat


انثى
عدد المساهمات : 464
الـبـلـد : *¤®§(*§  عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤* 3dflag21
احترام قوانين المنتدى : *¤®§(*§  عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤* 1211

*¤®§(*§  عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *¤®§(*§ عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤*   *¤®§(*§  عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤* Icon_minitimeالخميس يناير 01, 2009 12:52 pm

Exclamation

موضوع في غاية الأهمية لما في هذه الأيام من بدع وعادات غير صحيحة أصبحت متداولة بين الناس لذلك وجب توعية
الجميع حتى نعود لرشدنا جميعا

ولن ننسى طبعا قول رسولنا الكريم في من كذبوا عليه

من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

في لهفة دائمة لما تفيدنا به من مساهماتك القيمة

تقبل سلامي أخي الغالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
*¤®§(*§ عـــــــاشوراء بين الغلـــــــــو والجفــــاء §*)§®¤*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقــســـام الــعـــامــة :: قسم المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: